السبت، 21 ديسمبر 2013

                                            "الحالمة تعز"

العذراءُ تعـزعــذراءُ يأتي ثوبُهــــا الفضي مـــن وادي الضبابْ عــذراءُ حاكـت ثـــوبـَها أنامل ُ الـريح الـرّطـابْ من عـبـيـر الـورد من نـَـفـَــس السَّـنابل و السـرابْمن بخـور الغيـد من نـَـفـَـس الأحبــّـة و الحُـبابمن جدول ٍ أعـطافـه ضحكـت كأنـغـام الرّبــــابهي في العذارى ما ارتـدت غير السحاب من الثــياب* * *يا ثـــوبها الشـفـافُ يا سـحرا ً يـُعـَـرِّيـْهـا الحجابْأبديتَ منها الخصرَ والنـَّهد المُـمَــوَّجَ و الخضابأردافـَـها والسـَّاقَ مـَبـْريـــّا ً من الشــمع الـمُـذابأبديـتها هـيـفاءَ راقــصة ً تــَمَايـَـلُ في انـْسكاب- في مسرح ٍ - دارت يـميـنا ً أو شـمالا ً لا تــُعابهي إن تـدور تـرى المفـاتــن في الجداول والقبابفي السَّــهل مُـمتـد ٍ تـغـطيه السَّـنابلُ كالسحابوالخصـر قــبضة نرجس ٍ في مزهـريـتـه مهابهذي مدينـتـنا تـراهـــا بألف وجهٍ ألفِ بابمن أيّ زاويـةٍ تــُـزارُ , يـُـشـَـقُّ عن وجهٍ نــقاب* * *" تعزّ " يا حُــقَّ الورود وعطر أعشاب " الشذاب "يا نبـتـة " الكاذي " تـناثـر زهـــرها بين الشـَّـعاب" تعز" يا سحر الغـواني بلا طلاسم أو حســابفيك الجمالُ يصُبُّ روحـَه في الصبايا كالشــرابتحت البراقـــع في الحواري ألف حورية كِعـَابيـَهْـمِسْــن في دِل ِّ الصبايا خلف أوتـار عِـذاب" رشوالعطور" وطاب عيشك في المسرة"ألف طابسحـر العيون يـَشـق عن قـلبي الستائر و الإهـابسحـر العـيون يُـذيب في قلبي الوراعة و المتاب ويـُـقـيـم في قـلبي مدائنَ للـيــراعة و الكـتـابللحبِّ , للشـِّعْـر المُـغـَـنـَّى , للـْـعذارى , للـطـِّـراب للبـائعات الورد يـَسْـلـُبـْـن اللـُّبابة و اللـُّـبابوالورد بـين أكـُـفــِّهـنْ , سحـرٌ بكـفِّ السحـر ذاب* * *" تعزّ " كم ذا حدثوني عنك بالشيء العـُجابْقالوا نجومُ الليل ترعى في تـلالك و الهضابقالوا رأوك تـُـقـبِّـلـيـْن البدرَ خــدَّه و الرّضاب و الريح تــغـزل من لـيالـيكِ الضفائـرَ و الذؤابورأوكِ تـغـتـسليـن تحت الشـمس عارية َ الثـياب أخشى عليك العينَ , إنَّ العـيـنَ تــأكلُ كالذئـابقالوا تـزوَّجتِ الرّبـيع بلا تـمائم أو حجابودعوتِ للأفراح أربابَ الفصاحة و الخطابجـَفـَّـت بلاغـتـُهُم و ما بلغوا بها حـدَّ النصابودعوتِ للأفراح أربابَ المعازف و القِـصابفالعودُ أرخى أزمَّـة َ الأوتار واعـتـنق الرّبابو" منى " تغني " ساعة الرحمن " يا خير الصحاب قالوا مياهـكِ تـبعـث العُشـّاق من مات و قاب وتــَـلـُمُّ أشـتـات الهوى من كل بادية ٍ و غاب لو ذاقـَها قيسٌ وليلى ما اسـْـتــَـقـَوا كأسَ العذاب والتـقـوا في " باب موسى" أو بأطراف "العِـقـَابْ "قالوا مياهـكِ إن شربتَ تـعـيد للشـيب الشـباب هي مثـل ُ زمزمَ إنْ دعا الشاربُ مولاه أجابهي مثـل زمزمَ إن تـَسـِلْ في جوف خطاءٍ أنابقالوا بنـاتــُـك مثـل حُور العِـين لسْنَ من التـرابأفنى " ابن علوان " المداد لوصفهنَّ وما أصابكم شاعر ٍ في حـُسـنـهنَّ أتى بـقاموس وخابأ فنى شبابه لم يجاوز ساقَ واحدةٍ و . . . شاب قالوا المآذنُ والـقـلاع ُ تـوائمٌ ولِدت بآبأحجارُها عَرَقُ الشموس تساقطت مثـل الشهاب من كوكب المريخ من بحـر المجرة والعـُـباب لـِقـِلاعِـها و المـُـشـْـتــَـرى جـَـدٌ ورابطة انـتساببـين المآذن و السماء خيوط ُ أنوار ِ الكـتـاب* * *" تعزّ " يا سحرا ً تــُـشـدُّ لأجل رؤيتها الرِّكـاب كلُّ الملوك ومَـن رأى حُسْـن المدينة قد أهابكلُّ المدائن جاثـياتٌ عند بابك في عتـابحـُـزْتِ الملاحة َ . والمـدائنُ لم تحـُـز غير اليـباب لا الـّروحُ فيها ولا الجمال وليس شئ مستطابرهي لم تـنـل إلا كما نـالت على الريش الذباب" تعز" يا عـزَّ الأعـزةِ و النـَّجابة و النجابالعـزُّ من حَرفـَـيـْـكِ مولودُ المشيمة والجـراب مَنْ ذا يـُـنازعك الوليدَ فسوف يـُعـيـيـه الطـِّلاب أرواحنا وضعت لأجلك فوق أنـياب الحراب و سيـوفنا هجـرت مدائـنها لتسكن في الـرقاب


بقدومك إليها يتراءى لك ثلاثة أحواللها

مستلقية على سفح جبل صبر أو متكأه برأسها على الجبل الحاني

عليها بكل تواضع وإجلال أو أنها فضلت إن تكون منخفضة


عنه ليتلاءم البشر على العيش معها اكثر فتوفر

المأوى والحضن الدافئ لكل قادم ومقيم فيها تراها ممشوقة القوام

كالكلمة الطيبة

يلفها النسيم من
وادي الضباب وحتى البركاني كقلب خافق بين حنايا الرئتين

تسمع لها تنهدات عند السحر من مآذن
المظفر والأشرفية فتتجاوب معها أشعة الشمس القادمة من الحوبان

لتلف المدينة إلى عالم الحقيقة

ويكشف الغطاء عن جمال اختبئ بستار من الليل ليتكرر المشهد يوميا

بين اغتسال في البحر ليلا
على شرفة باب المندبوشراء فل من البرح وهجدة

وليكسوها الصباح ثوبا شفافا يبين كافة مفاتنها

فتراها
خجولة كالعروس يمدها وادي الضباب بذلك العبير الذي يتخلل اردانها

وكل خصلة من شعرها






تقبلو خالص تحياتي :وائل عادل الصلوي